الخميس, 24 04 2025

آخر تحديث: الجمعة, 18 نيسان 2025 12am

المقالات
خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 18-4-2025: الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت...

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

الشيخ دعموش خلال المؤتمر الصحفي بمناسبة اختتام مراسم التشييع للامينين العامين الشهيدين...

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

الشيخ دعموش خلال المؤتمر الصحفي بمناسبة تشييع الامينين العامين الشهيدين نصرالله وصفي...

الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام  30-12-2024

الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام 30-12-2024

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة...

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

  • خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

    خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

  • كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

    كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

  • كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

    كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

  • الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام  30-12-2024

    الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام 30-12-2024

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 18-4-2025: الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت يتعارض مع مصلحة لبنان. الشيخ دعموش: السرطان الذي يفتك بلبنان والمنطقة هو "إسرائيل" ومعها أميركا الشريك الكامل للكيان الصهيوني في كلّ الجرائم التي يقوم بها في لبنان وفلسطين والمنطقة. الشيخ دعموش: الهدف الأساسي للولايات المتحدة في لبنان حماية "إسرائيل" وإخضاع كل من يُعارض الهيمنة الأميركية على المنطقة. الشيخ دعموش: "إسرائيل" تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتعتدي على اللبنانيين بغطاءٍ أميركيٍ كامل من أجل نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من عناصر قوته. الشيخ دعموش: كلّ من يُطالب بسحب سلاح المقاومة قبل إزالة العدوان "الإسرائيلي" ومعالجة تهديداته فهو يخدم مطالب العدوّ. الشيخ دعموش: الأولوية اليوم لوقف العدوان وطرد الاحتلال وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار وإجراء الإصلاحات وتفعيل مؤسسات الدولة. الشيخ دعموش: "إذا كان المقصود من الحملة السياسية والإعلامية على سلاح المقاومة التهويل والضغط النفسي والمعنوي على حزب الله وبيئته للانصياع لمطالب العدو، فنحن لا نُؤخذ بالتهويل والضغوط ولا نستسلم لها. الشيخ دعموش: المقاومة وبيئتها التي قدمت أعظم التضحيات لا تُكسر ولا تستسلم ولا تخضع للعدو، وهي بيئة قوية وصلبة وعصية على الضغط والكسر ولها كامل الحق بالتمسك بمقاومتها وعناصر قوتها والدفاع عن أرضها وسيادتها". الشيخ دعموش: بدل أن تتوجه الضغوط على لبنان والمطالبة بنزع سلاح المقاومة يجب أن تتوجه الضغوط على "إسرائيل" ومطالبتها بتنفيذ الاتفاق ووقف اعتداءاتها. الشيخ دعموش: مسؤولية الدولة أن ترفض فكرة النقاش بموضوع السلاح طالما هناك احتلال وعدوان، وأن تضغط بكل الوسائل لإرغام العدو "الإسرائيلي" على الالتزام بالاتفاق لحماية مواطنيها والحفاظ على سيادتها.

إنسانية النبي(ص) مع أبنائه وزوجاته

كان رسول الله (ص) أباً مثالياً وفي قمة الإنسانية، كان يعامل أولاده بكل عطف ومحبة وشفقة ورفق ولين، وكان (ص) يقول: أولادنا أكبادنا يمشون على الأرض, وكان يسعى في تربيتهم وتعليمهم آداب وأحكام وتشريعات الإسلام.

خلاصة الخطبة

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 16-12-2016:تحرير حلب هزيمة مدوية للإرهابيين وداعميهم وإسقاط لمشروعهم. شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة :على أن كل التكفيريين الارهابيين الذين تعاملوا مع المسلمين ومع غير المسلمين بالقتل والارهاب والوحشية هم خارج المنهج الذي أرساه رسول الله(ص) في التعامل الإنساني الرحيم مع الناس, ويجب أن تطردهم الشعوب من بين صفوفها تماماً كما فعل الشعب السوري مع الارهابيين في حلب وغيرها.

وقال: تحرير حلب من أيدي التكفيريين الإرهابيين واستعادتها إلى أحضان الدولة السورية هو إنجاز عسكري كبير, وتطوّر نوعي في مسار الحرب على سوريا، وما بعده لن يكون كما قبله، لأن معركة حلب هي المعركة الأكبر والأصعب في الحسابات الميدانية والسياسية وفي الحسابات المحلية والإقليمية والدولية.

واعتبر: أن تحرير حلب هو هزيمة مدوية للإرهابيين وداعميهم الإقليميين والدوليين, وإسقاط للمشروع الذي كان يراد من خلاله إسقاط سوريا وتسليمها للتكفيريين والذين يريدون تدمير المنطقة.

ولفت: الى أن ما جرى في حلب يؤسس لتحرير واستعادة كل المناطق السورية التي يسيطر عليها الإرهابيون, ولذلك فإن كل الداعمين للإرهابيين في سوريا شعروا بالهزيمة, وهم يصرخون, من أميركا إلى فرنسا وبريطانيا إلى بعض الدول العربية والإقليمية.وقد لجأ كل هؤلاء إلى شن حملة إعلامية وسياسية مركزة خلال الأيام الماضية ضد سوريا وحلفائها وأطلقوا كل أبواق الكذب والتضليل وتزوير الوقائع في وسائلهم الإعلامية من أجل تحريض الرأي العام العالمي والتجييش تحت العنوان الإنساني أو تحت العنوان المذهبي.

ورأى: أن الذين يتباكون على الوضع الإنساني في حلب لا نجدهم ولا نسمع صوت ضمائرهم الميتة تجاه ما يجري من قتل بحق الشعب اليمني الذي بات يموت فيه في كل عشر دقائق طفل من جراء العدوان السعودي الأميركي على هذا البلد.

متسائلاً: أين ضمائر وإنسانية هؤلاء مما يجري على أهالي كفريا والفوعة المحاصرتين من التكفيريين الإرهابيين منذ سنوات والتي بات أطفالها يموتون من الجوع والأمراض المتفشية نتيجة الحصار؟!! . أين مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل جوقة المهزومين مما يجري في البحرين من قمع بحق الشعب البحريني وعلمائه ورموزه الكبيرة؟!.

وأشار: الى أن الإنتصار في حلب لا يعني نهاية الحرب القائمة في سوريا، أو نهاية مخاطرها وتهديداتها، لكن هذا الإنتصار يجب أن يُشعر كل الداعمين والذين راهنوا على الإرهابيين من أجل إسقاط سوريا أو تغيير المعادلات في المنطقة, يجب أن يُشعرهم بالإحباط واليأس، يجب أن ييأسوا وأن يعرفوا أن لا أمل لهم بتحقيق أي إنجاز أو إنتصار لا في سوريا ولا في العراق ولا في كل هذه المنطقة , وأنه لا مكان لهم في هذه المنطقة.

وأكد: على أنه لا يمكن لشعوب هذه المنطقة أن تقبل بالتكفيريين الإرهابيين في نسيجها وبين صفوفها, فهؤلاء مجرّد عصابات إرهابية متوحشة لا يعرفون معنى للإنسانية, ولا مستقبل لهم لا في سوريا ولا في العراق ولا في أي من دول هذه المنطقة, وسيهزمون بالكامل عاجلاً أو آجلاً إن شاء الله.

 

 

نص الخطبة

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128)

 

التعامل الإنساني والبعد الإنساني في شخصية النبي (ص)، هو من أبرز الأبعاد في شخصيته (ص).

ويتجلى هذا البعد في كثير من العناوين التي جسدها رسول الله(ص)( في حياته وبلغ فيها الى القمة , كعنوان الرأفة والرحمة والمحبة والعطف والحنان والعفو والتسامح والعدل وصولا الى الإهتمام بشؤون الناس والشعور بآلامهم ومعاناتهم, والحرص عليهم وعلى تحقيق مصالحهم.

لقد كان نبينا محمد (ص) الإنسان الرؤوف, الرحيم، المحب، العطوف, اللين, المتسامح, المتواضع, العادل, كان قلبه عامراً بمحبة الناس, يعيش آلامهم وهمومهم ويحرص على تلبيتها ومراعاتها والاهتمام بها .

ولم يتعامل النبي(ص) بهذه الروح وبهذه الأخلاق الانسانية مع فئة معينة من الناس أو مع طبقة خاصة من الناس, وإنما تعامل بهذه الروح الإنسانية مع الجميع, مع كافة شرائح المجتمع, مع أولاده وزوجاته وأرحامه وأقربائه وأصحابه وأبناء مجتمعه, ومع المسلمين ومع غير المسلمين, بل إنه تعامل بهذه الروح الإنسانية حتى مع أعدائه والذين حاربوه وقاتلوه ونالوا منه ومن المسلمين ..

وسأتحدث هنا عن إنسانيته في التعامل مع أبنائه وزوجاته, لأنه لا يتسع المجال للحديث عن بقية الأبعاد الإنسانية في شخصيته(ص) في هذه الخطبة, ونترك ذلك الى فرصة أخرى إنشالله.

أما انسانيته مع أولاده وأبنائه: فقد كان رسول الله (ص) أباً مثالياً وفي قمة الإنسانية، كان يعامل أولاده بكل عطف ومحبة وشفقة ورفق ولين، وكان (ص) يقول: أولادنا أكبادنا يمشون على الأرض, وكان يسعى في تربيتهم وتعليمهم آداب وأحكام وتشريعات الإسلام.

وهذا ما يجب أن نتعلمه من النبي(ص) خصوصاً الآباء والأمهات, فمن مسؤوليتهم أن يتابعوا أولادهم بالتربية الدينية والروحية الصحيحة وأن يهتموا بهذا الجانب من حياتهم, كما يهتمون بالجوانب الأخرى, لأنه مع الأسف بعض الآباء والأمهات يهتمون بتعليم أولادهم في المدرس والجامعات ويهتمون بمختلف جوانب حياتهم المادية والدنيوية, ويتابعونهم في مأكلهم وملبسهم, ويعملون على تأمين مستقبلهم, ولكنهم يهتمون بسلوكهم  الديني ولا بآخرتهم, ولا يبالون ما اذا كانوا يقومون بمسؤولياتهم وواجباتهم الدينية أم لا!.

النبي(ص) كان يهتم بهذا الجانب ليس فقط من موقع أبوته ومسؤوليته عن أسرته, وإنما أيضاً من موقع إنسانيته وشفقته ورحمته بأولاده وأسرته, وخوفاً عليهم من أن يكونوا وقود النار التي أعدها الله للعاصين والمتمردين والكافرين.

فالله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) فالمؤمن لا ينبغي أن يكتفي ويجنّب نفسه النار بأن يهديها ويقوم بواجباته هو فقط ولا يعمل على هداية أولاده, أو لا يهتم لمستقبلهم ومصيرهم في الآخرة, بل عليه أن يعمل على تجنيبهم النار من خلال هدايتهم واستقامتهم ومتابعتهم من الناحية الدينية, ليكونوا كما أراد الله, وليقوموا بما أمر الله ويجتنبوا عما نهى الله, وهذه مسؤولية الأهل والوالدين من موقع إنسانيتهم ورأفتهم وشفقتهم على أولادهم حتى يربحوا الجنة ولا يدخلوا النار, وليس فقط من موقع مسؤوليتهم الإسلامية عن أولادهم.

ومن مظاهر انسانية النبي(ص) مع أولاده, ما روي من أنه (ص) في ذات يوم دخل على عليّ (عليه السلام) فوجده هو وفاطمة (عليها السلام) يطحنان في الجاروش، فقال النبيّ (ص)": أيّكما أعيى؟" فقال عليّ (عليه السلام): فاطمة يا رسول الله" فقال (صلى الله عليه وآله): " قومي يا بنية"، فقامت وجلس النبي (صلى الله عليه وآله) مكانها, وواسا علياً (عليه السلام) في طحن الحبّ.

وروي عن جابر الأنصاري أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) رأى فاطمة وعليها كساء وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: " يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة" فقالت: " يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائهِ"، فأنزل الله﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾.

وكان يقول(ص): فاطمة مني وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبي، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.

وكان يرفق بالحسن والحسين (ع) ويتعامل معهما بعاطفة أبوية لا نظير لها, فقد كانا وهما صغيران يعلوان ظهر النبي (ص) وهو ساجد يصلي فكان يطيل سجوده حتى ينزلا عن ظهره أو يُنزلهما برفق.

وروي أن النبي (ص) كان يكثر من تقبيل الحسنَ والحسين (ع) من شدة حبه وعطفه عليهما, فقال الأقرع بنُ حابس: إن لي عشرةَ أولاد ما قبّلتُ واحداً منهم قط!! فغضب رسول الله (ص) حتى تغير لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فماذا أصنع لك.

وعن بريدة أحد أصحاب النبي (ص) قال: كان رسول الله (ص) يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين (ع) وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل النبي (ص) من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة).

وعن أنس بن مالك قال: رأيت إبراهيم ابنَ رسول الله وهو يجود بنفسه -أي ينازع الموت- فدمعتْ عينا رسول الله (ص) وقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.

ولم يكن رسول الله (ص) يعطف على أولاده فقط، بل كان يعطف أيضاً على أطفال الآخرين، ويعاملُهُم بمنتهى الرفق واللين ويمنحُهُم شخصيةً قوية ويحتضنُهُم ويمسحُ على رؤوسهم، ولا يحقرُ أحداً منهم.

فقد كان (ص) إذا قدم من سفر تلقاه الصبيان، فيقف لهم ثم يأمر بهم فيرفعون إليه، فيحمل بعضهم بين يديه وعلى ظهره، ويأمر أصحابه بأن يحملوا بعضهم، فكان الصبيان بعد ذلك يتفاخرون فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله (ص) بين يديه، وحملك أنت وراءه.

وكان يبكي الشهداء ويعامل عوائل الشهداء وأبنائهم بمنتهى الإنسانية, فحين جاءه خبر استشهاد جعفرِ بنِ أبي طالب وزيدِ بنِ حارثة في معركة مؤتة دخل بيتيهما وكثر بكاؤه عليهما وقال: كانا يحدثاني ويؤنساني فذهبا جميعاً.

ويقول عبدُ الله بنُ جعفر: أنا أحفظُ حين دخل رسول الله (ص) على أمي فنعى لها أبي، فنظرت إليه وهو يمسح بيده على رأسي ورأسِ أخي وعيناه تزرفان بالدموعَ حتى كانت تَقطُر من لحيتُه، فقام رسول الله (ص) فأخذ بيدي وهو يمسح بيده رأسي حتى صعد المنبر وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى والحزنُ يُعرفُ عليه، فقال: إن المرءَ كثيرٌ بأخيه وابنِ عمه(أي يقوى به يساعده ويعضده)، ألا إنَّ جعفراً قد استشهدَ وجُعلَ له جناحان يطيرُ بهما في الجنة، ثم نزل ودخل بيتَه وأدخلني معه وأمرَ بطعام يُصنعُ لأجلي وأرسلَ إلى أخي فتغدينا عنده غداءً طيباً مباركاً وأقمنا ثلاثة أيام في بيته.

وأما إنسانيته مع زوجاته:فقد كان يتودد إلى زوجاته ويتقرب إليهن، ويفعل كل ما يقوي العلاقة بينه وبينهم, كان يعمل على مداراتهن ورعايتهن بالرفق والحب والمودة، كان يجلس ويتحدثُ إليهن ويعطيهن من وقته ويتداولُ معهن في بعض الشؤون الخاصة والعامة.

 وبالرغم من مضايقات وإيذاء بعض نسائه له (ص)، لم يصرفه ذلك عن التزام الرفق والشفقة والرحمة والعدل في معاملتهن، ولم يسجل التاريخ أنه(ص) آذى أو ضرب أو أهان أحداً من زوجاتهطوال حياته, نعم كان يوبخهن أحياناً أو يبدو منه الغضبُ لمواقفهن غيرِ المرضية.

 وإلى هذا أشارت عائشة بقولها: "ما ضرب النبي (ص) امرأة قط, ولا ضرب خادماً".

 ومن أخلاقه في بيته أنه (ص) لم يكن يأنف أبداً من مساعدة زوجاته سواء فيما يتعلق بشؤونه الخاصة به أو فيما يتعلق بشؤونهن أو بشؤون البيت. وكان (ص) يقول: ألا خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي. وفي رواية أخرى: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. ويقول (ص) في بعض أحاديثه: خدمتك لزوجتك صدقة.

كما أن من سيرة النبي (ص) مع زوجاته أنه كان يحرص على تهذيب أخلاقهن بالخلق الإسلامي الرفيع، ويعمل على توجيههن الوجهةَ الصحيحة والسليمة.

وكان (ص) وفياً لزوجته الأولى خديجةَ صلوات الله عليها لإحسانها وفضلها وعظيم منزلتها, فكان يذكرُها باستمرار، بل كان (ص) إذا سمع باسمها لم يتمالك نفسَه من البكاء وكان يردد: خديجة... وأينَ مثلُ خديجة؟! صدَّقتني حين كذَّبني الناس، وآزرتني على دين الله، وأعانتني بمالها.

ونستطيعُ أن نقولَ إنه لم تَنَلْ من نساء النبي (ص) عنده ما نالته السيدةُ خديجة رضوان الله عليها ولم تحظَ أيُّ منهنَّ عنده كما حظيت هي، ولم يحمل لإحداهنَّ من الحبِ والودِ والوفاءِ كما حمل لها.

وقد فسر النبي (ص) السببَ الذي يقف وراء حبه ووفاءه لذكرى خديجة بقوله (ص): والله ما أبدلني اللهُ خيراً منها، آمنت بي حين كفر الناس, وصدَّقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني اللهُ منها الولد دون غيرها من النساء.

هذه بعض النماذج من التعامل الانساني للنبي (ص) مع أسرته ومع زوجاته وأولاده, وهذا السلوك من رسول الله(ص) لم يكن سلوكاً مؤقتاً أو مرحلياً أو موسمياً, وإنما كان منهجاً أرساه النبي(ص) من خلال سلوكه الرحيم ومن خلال أخلاقة ومواقفه الإنسانية, من أن نتعلم وننعلم البشرية كيف تسير على هذا المنهج في حياتها.  

يجب ان نقتدي برسول الله (ص) في ذلك كله فنتعامل بانسانية وبرحمة مع زوجاتِنَا وأولادَنَا ومع أصدقائنا وخصومنا وحتى مع أعدائنا, وكل من يخرج عن هذا المنهج الإنساني الذي أرساه النبي(ص) للتعامل مع الناس لا يشبه رسول الله(ص) وهوخارج عن منهجه وقيمه.

ولذلك كل التكفيريين الارهابيين الذين تعاملوا مع المسلمين ومع غير المسلمين بالقتل والارهاب والوحشية هم خارج هذه الدائرة وخارج هذا المنهج, ويجب أن تطردهم الشعوب من بين صفوفها تماما كما فعل الشعب السوري مع الارهابيين في حلب وغيرها, حيث استعاد هذه المدينة الى احضان الدولة بعد أن أمعن فيها التكفيريون الارهابيون فسادا وقتلا وارهابا وتدميرا لأكثر من أربع سنوات.

تحرير حلب من أيدي التكفيريين الإرهابيين واستعادتها إلى أحضان الدولة السورية هو إنجاز عسكري كبير, وتطوّر نوعي في مسار الحرب على سوريا، وما بعده لن يكون كما قبله، لأن معركة حلب هي المعركة الأكبر والأصعب في الحسابات الميدانية والسياسية وفي الحسابات المحلية والإقليمية والدولية.

تحرير حلب هو هزيمة مدوية للإرهابيين وداعميهم الإقليميين والدوليين, لأن هؤلاء خسروا معركة مفصلية وأساسية في الحرب يصعب عليهم تعويضها.

ما جرى في حلب هو إسقاط للمشروع الذي كان يراد من خلاله إسقاط سوريا وتسليمها للتكفيريين والذين يريدون تدمير المنطقة.

ماجرى في حلب يؤسس لتحرير واستعادة كل المناطق السورية التي يسيطر عليها الإرهابيون, ولذلك فإن كل الداعمين للإرهابيين في سوريا شعروا بالهزيمة, وهم يصرخون, من أميركا إلى فرنسا وبريطانيا إلى بعض الدول العربية والإقليمية. وقد لجأ كل هؤلاء إلى شن حملة إعلامية وسياسية مركزة خلال الأيام الماضية ضد سوريا وحلفائها وأطلقوا كل أبواق الكذب والتضليل وتزوير الوقائع في وسائلهم الإعلامية من أجل تحريض الرأي العام العالمي والتجييش تحت العنوان الإنساني أو تحت العنوان المذهبي.

هؤلاء الذين يتباكون على الوضع الإنساني في حلب لا نجدهم ولا نسمع صوت ضمائرهم الميتة تجاه ما يجري من قتل بحق الشعب اليمني الذي بات يموت فيه في كل 10دقائق طفل من جراء العدوان السعودي الأميركي على هذا البلد.

أين ضمائر وإنسانية هؤلاء مما يجري على أهالي كفريا والفوعة المحاصرتين من التكفيريين الإرهابيين منذ سنوات والتي بات أطفالها يموتون من الجوع والأمراض المتفشية نتيجة الحصار؟!!

 أين مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل جوقة المهزومين مما يجري في البحرين من قمع بحق الشعب وعلمائه ورموزه الكبيرة؟!.

اليوم الإنتصار في حلب صحيح أنه لا يعني نهاية الحرب القائمة في سوريا، أو نهاية مخاطرها وتهديداتها، لكن هذا الإنتصار يجب أن يُشعر كل الداعمين والذين راهنوا على الإرهابيين من أجل إسقاط سوريا أو تغيير المعادلات في المنطقة, يجب أن يشعرهم بالإحباط واليأس، يجب أن ييأسوا وأن يعرفوا أن لا أمل لهم بتحقيق أي إنجاز أو إنتصار لا في سوريا ولا في العراق ولا في كل هذه المنطقة ..لا مكان لهم في هذه المنطقة.

ولا يمكن لشعوب هذه المنطقة أن تقبل بهم في نسيجها وبين صفوفها, فهؤلاء مجرّد عصابات إرهابية متوحشة لا يعرفون معنى للإنسانية, ولا مستقبل لهم لا في سوريا ولا في العراق ولا في أي من دول هذه المنطقة, وسيهزمون بالكامل عاجلاً أو آجلاً إن شاء الله.

                                                                   والحمد لله رب العالمين