الخميس, 24 04 2025

آخر تحديث: الجمعة, 18 نيسان 2025 12am

المقالات
خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 18-4-2025: الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت...

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

الشيخ دعموش خلال المؤتمر الصحفي بمناسبة اختتام مراسم التشييع للامينين العامين الشهيدين...

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

الشيخ دعموش خلال المؤتمر الصحفي بمناسبة تشييع الامينين العامين الشهيدين نصرالله وصفي...

الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام  30-12-2024

الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام 30-12-2024

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة...

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

  • خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

    خطبة الجمعة 18-4-2025 - الدعاء وسيلة للتوفيق

  • كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

    كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة اختتام تشييع السيدين الشهيدين 28-2-2025

  • كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

    كلمة في اللقاء الصحفي بمناسبة تشييع السيدين الشهيدين 22-2-2025

  • الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام  30-12-2024

    الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام 30-12-2024

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 18-4-2025: الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت يتعارض مع مصلحة لبنان. الشيخ دعموش: السرطان الذي يفتك بلبنان والمنطقة هو "إسرائيل" ومعها أميركا الشريك الكامل للكيان الصهيوني في كلّ الجرائم التي يقوم بها في لبنان وفلسطين والمنطقة. الشيخ دعموش: الهدف الأساسي للولايات المتحدة في لبنان حماية "إسرائيل" وإخضاع كل من يُعارض الهيمنة الأميركية على المنطقة. الشيخ دعموش: "إسرائيل" تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتعتدي على اللبنانيين بغطاءٍ أميركيٍ كامل من أجل نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من عناصر قوته. الشيخ دعموش: كلّ من يُطالب بسحب سلاح المقاومة قبل إزالة العدوان "الإسرائيلي" ومعالجة تهديداته فهو يخدم مطالب العدوّ. الشيخ دعموش: الأولوية اليوم لوقف العدوان وطرد الاحتلال وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار وإجراء الإصلاحات وتفعيل مؤسسات الدولة. الشيخ دعموش: "إذا كان المقصود من الحملة السياسية والإعلامية على سلاح المقاومة التهويل والضغط النفسي والمعنوي على حزب الله وبيئته للانصياع لمطالب العدو، فنحن لا نُؤخذ بالتهويل والضغوط ولا نستسلم لها. الشيخ دعموش: المقاومة وبيئتها التي قدمت أعظم التضحيات لا تُكسر ولا تستسلم ولا تخضع للعدو، وهي بيئة قوية وصلبة وعصية على الضغط والكسر ولها كامل الحق بالتمسك بمقاومتها وعناصر قوتها والدفاع عن أرضها وسيادتها". الشيخ دعموش: بدل أن تتوجه الضغوط على لبنان والمطالبة بنزع سلاح المقاومة يجب أن تتوجه الضغوط على "إسرائيل" ومطالبتها بتنفيذ الاتفاق ووقف اعتداءاتها. الشيخ دعموش: مسؤولية الدولة أن ترفض فكرة النقاش بموضوع السلاح طالما هناك احتلال وعدوان، وأن تضغط بكل الوسائل لإرغام العدو "الإسرائيلي" على الالتزام بالاتفاق لحماية مواطنيها والحفاظ على سيادتها.

الصفحة الرئيسية

الهجرة إلى المدينة المنورة

النبي (ص) مهّد للهجرة إلى المدينة المنورة ببيعتين مع أهل المدينة، هما بيعتا العقبة الأولى والثانية, حيث بايع في هاتين المحطتين عدد كبير من أهل المدينة رسول الله(ص) على الطاعة والجهاد والنصرة ونشر الاسلام والدفاع عنه. ويبدو أن النبي (ص) بعد إبرامه هاتين البيعتين سمح للمسلمين وخاصة أولئك الذين كانوا يتعرضون للتعذيب والاضطهاد والقهر من قبل قريش والمشركين بالهجرة إلى المدينة

خلاصة الخطبة

 الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-12-2016: خسارة المسلحين في حلب والموصل هي خسارة لكل الدول التي دعمتهم ونكسة لمشروعهم في المنطقة.أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته تجاه التحديات التي تواجهها الأمة والمنطقة, وأنه لا يجوز أن يتنصل أحد من مسؤولياته ويقول: ما لنا وللأحداث التي تجري في فلسطين أو في سوريا أو في بقية دول المنطقة؟! وأن علينا أن ننأى بأنفسنا عنها؟!!

معتبراً أن المنطقة تواجه تحديين أساسيين هما: الخطر الإسرائيل الذي بدأ يأخذ أشكالا مختلفة, والإرهاب التكفيري الذي أوجدته الولايات المتحدة وحلفائها, ليكون في مواجهة سوريا وإيران والمقاومة.

وقال: الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت هذه الجماعات الإرهابية ولا تزال, من أجل إسقاط الدول والأنظمة, وتفتيت الشعوب, والسيطرة على مقدرات المنطقة.. وكل ذلك خدمة لإسرائيل، لكن محور المقاومة لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التحديات،وإنما تحمل مسؤوليته وواجه بكل عزم وقوة ووعي وبصيرة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الخليجي في سوريا وفي العراق, ولجم هذا المشروع وأجهضه في لبنان عندما منع عبر الجيش والمقاومة هذه الجماعات من التمدد إلى لبنان واستباحة قراه وبلداته لا سيما على الحدود الشرقية مع سوريا.

وأشار: الى أن محور المقاومة يحقق اليوم المزيد من الإنجازات في مواجهة هذا المشروع في الموصل وفي حلب وفي غيرهما.

ففي الموصل يتقدم الجيش والحشد الشعبي وباتت الموصل مطوقة بالكامل, وكل خطوط الإمداد مع سوريا باتت شبه مقطوعة, وليس هناك من خيار أمام داعش في هذه المنطقة سوى الاستسلام أو الموت, وبذلك الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي يكتبون الآن الحروف النهائية لهزيمة داعش في العراق ويؤسسون لهزيمته في كل المنطقة. 

أما في حلب فالإنجاز العسكري النوعي في شرق حلب يشكل خطوة نوعية باتجاه التحرير الكامل للمدينة, حيث يتوقع أن يتسارع هذا المسار في الأيام المقبلة, خصوصاً في ظل الإنهيار المعنوي الكبير للمجموعات الإرهابية المسلحة, وتزايد الإنقسامات والخلافات بينها, والتصدع الواسع في صفوفها, والإنفضاض الشعبي من حولها.

ولفت: الى أن هذه الانجازات الكبيرة إنما تحققت بفضل الخطة الإستراتيجية التي اعتمدت من قبل الجيش السوري وحلفائه, وبفضل بطولة وصمود وثبات وتضحيات مجاهدينا الذين تصدوا بكل شجاعة لأعنف وأشرس الهجمات التي كان يقوم بها المسلحون الارهابيون لفك الحصار عن حلب او لقلب المعادلة فيها, ولو نجحت هذه العصابات هجماتها لكنا أصبحنا اليوم في مكان آخر وفي واقع مختلف .

ورأى: أن خسارة المسلحين في حلب وفي الموصل هي خسارة لكل الدول والأنظمة التي رعت ومولت ودعمت هذه الجماعات, هي خسارة لأمريكا واسرائيل والسعودية وتركيا وكل دول هذا المحور, ونكسة لمشروعهم في المنطقة, وهذه الخسارة ستتراكم مع كل تقدم ميداني وأمام كل انجاز وانتصار يحققه مجاهدونا الى أن يكتب الله على أيديهم الهزيمة الكاملة لهذا المشروع إن شاء الله.

نص الخطبة

يقول الله تعالى وهو يحدثنا عن هجرة نبيه(ص): ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )التوبة 40.

في بداية شهر ربيع الاول هاجر النبي (ص) من مكة إلى المدينة المنورة، بعد أن أمضى ثلاثة عشر عاماً في مكة يدعو إلى الله سبحانه ويواجه التحديات والصعاب. وكانت هذه الهجرة بداية التاريخ الإسلامي الهجري.

والمعروف تاريخياً أن النبي (ص) مهّد للهجرة إلى المدينة المنورة ببيعتين مع أهل المدينة، هما بيعتا العقبة الأولى والثانية, حيث بايع في هاتين المحطتين عدد كبير من أهل المدينة رسول الله(ص) على الطاعة والجهاد والنصرة ونشر الاسلام والدفاع عنه. ويبدو أن النبي (ص) بعد إبرامه هاتين البيعتين سمح للمسلمين وخاصة أولئك الذين كانوا يتعرضون للتعذيب والاضطهاد والقهر من قبل قريش والمشركين بالهجرة إلى المدينة, وقال لهم – كما يروي المؤرخون:"إن الله عزّ وجل قد جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها". فراح المسلمون يتوافدون إلى المدينة المنورة أفراداً وجماعات مضحين بوطنهم وعلاقاتهم وأملاكهم وكثير منهم بثرواتهم من أجل أن يحافظوا على عقيدتهم ودينهم.

وبعد هذه الهجرة الواسعة للمسلمين إلى المدينة شعرت قريش بخطورة هذه الخطوة على وجودهم ومستقبلهم, لأن المدينة باتت تضم جموع الأنصار والأعوان الذين هم على أتمّ الاستعداد للتضحية بأنفسهم وأموالهم دفاعاً عن نبيهم وعن رسالته, وهؤلاء الى جانب المهاجرين سيشكلون قوة فعلية تهدد مصالح قريش, خصوصاً اذا التحق النبي بأصحابه وهاجر بنفسه إلى المدينة, فإن محمداً (ص) عندئذ سوف تكون له الغلبة عليهم عاجلاً أم أجلاً. ولأجل ذلك اتخذت قريش قراراً بإغتيال النبي (ص) طالما لا يزال بينهم وفي قبضتهم قبل أن يتحول إلى المدينة ويصبح قوة فعلية تهدد مصالحهم.

ومن هنا اجتمع طواغيت قريش في دار الندوة وأقروا خطة لاغتياله تقضي بأن يختاروا من كل قبيلة شخصاً قوياً، ويشتركوا جميعاً في قتله، بأن يضربوه ضربة رجل واحد, وذلك من أجل أن يتفرّق دمه بين القبائل جميعاً, فلا يعود بإمكان أحد من أنصاره وأتباعه أو من عائلته أي من بني هاشم أن يثأر لقتله, لأن بني هاشم لا يستطيعون مقاتلة كل هذه القبائل، فيضطرون إلى القبول بالدية والاكتفاء بها.

وهكذا اتفقوا على عشرة رجال أشداء من كل القبائل، وعيّنوا الليلة التي ستنفذ فيه هذه العملية. ولكّن الله سبحانه أخبر النبي(ص) بذلك كما أشار القرآن الكريم : (وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال30والمقصود بمكر الله هنا: أن الله قد فوت على المشركين مؤامرة اغتيال النبي (ص) إذ أخبر رسوله بواسطة الوحي جبرائيل بخطة الكافرين وأمره بالخروج ليلا من مكة، كما أمره أن يبيت علي (ع) مكانه على فراشه الخاص, للتمويه وإيهام المشركين بوجود النبي (ص) ليفوت عليهم خطتهم.وهذه هي الخطة المضادة التي دبرها النبي(ص) بأمر من الله لإفشال مؤامرتهم.

فبات الإمام علي (ع) في فراش رسول الله (ص) في تلك الليلة التي قرر المشركون فيها اغتيال النبي, وعندما حانت ساعة الصفر لتنفيذ العملية واقتحموا بيت النبي (ص) وجدوا أنفسهم أمام علي بن أبي طالب وليس أمام محمد، لأن النبي (ص) كان قد خرج من الدار قبل ذلك ومن بينهم وهو يقرأ هذه الأية الكريمة :"وجعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون".

ويذكر المؤرخون أن النبي (ص) أخذ بيده قبضة من تراب فرمى بها وجوه المشركين الذين كانوا يرصدون داره، ومرّ من بينهم، من دون أن يشعروا به، وتوجه نحو غار ثور حيث بقي في الغار ثلاثة أيام، حتى تمكّن من الخروج سالماً والتوجه نحو المدينة رغم ملاحقة قريش له.

هذه هي قصة الهجرة..

 والسؤال الذي يطرح هنا، لماذا قرر الرسول (ص) ترك مكة والهجرة إلى المدينة، وما هي أسباب هذه الهجرة ودوافعها؟!.

بالتأكيد لم تكن هذه الهجرة ردّ فعل لاضطهاد قريش وآذاها، أو للتخلص من التعذيب والقهر والقتل الذي كانت تمارسه ضد المسلمين فقط، وإنما كانت الهجرة إلى المدينة فعلاً استراتيجياً خطط له النبي (ص) وقام بها نتيجة دراسة لمستقبل الإسلام.

فأولاً: رأى النبي(ص) أن مكة المكرمة لم تعد مكاناً صالحاً لنشر الاسلام ، فلقد حصل النبي (ص) منها على أقصى ما يمكن الحصول عليه خلال ثلاثة عشر سنة، فقد أسلم من أسلم وعاند من عاند، ولم يبق فيها بعد أي أمل في دخول جماعات جديدة في الاسلام في المستقبل القريب على الأقل. من هنا لم يعد من مبرر للرسول للبقاء في مكة، فكانت الهجرة إلى المدينة، لأن النبي (ص) شعر أن المدينة يمكن أن تكون مركزاً قوياً صلباً لنشر الاسلام، خاصة بعدما أسلم أهلها وبايعوا رسول الله (ص) على النصرة.

ثانياً: إن الإسلام كما نعلم ليس مجرد عبادات، من صوم وصلاة وحج وغيرها، إنما هو دين شامل ونظام كامل يدعو، إضافة إلى بناء الروح، إلى بناء مجتمع إنساني سياسي تطبق فيه أحكام الله سبحانه وتشريعاته في السلوك والمعاملات والأخلاق والسياسة وكل مجالات الحياة. وتجربة النبي(ص) في مكة وما فيها من تحديات، لم ولن تمكّن النبي(ص) من بناء المجتمع الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية كنظام اجتماعي وسياسي. ولأجل ذلك كان لا بد من الانتقال إلى ساحة اخرى يستطيع النبي (ص) فيها بناء مثل هذا المجتمع والدول ويتمكن فيها من تطبيق أحكام الشريعة.

ثالثاً:استمرار الضغط من المشركين على المسلمين بكل الوسائل لإجبارهم على التراجع عن دينهم وعقيدتهم، والمسلمون مهما كان لديهم من صبر وقدرة على التحمل والمواجهة فإنهم إذا فرض عليهم الاستمرار في الصبر والمواجهة من دون أفق أو أمل أو رجاء في حلّ معين فإن من الطبيعي أن ييأسوا ويملوا من هذه الحالة. خصوصاً أن النبي (ص) لم يكن قادراً على حمايتهم من قريش وغيرها، فكان لا بد من إيجاد حلّ مناسب لهؤلاء المعذبين والمضطهدين، يأمنون من خلاله على أنفسهم وحياتهم وأعراضهم. فكانت الهجرة إلى المدينة هي الحل. ولذلك نجد أن الرسول (ص) حين أمر المسلمين بالهجرة قال لهم :"إن الله عزّوجل قد جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها". أي داراً تعيشون فيها الأمن والهدوء والاستقرار بعيداً عن اضطهاد قريش وملاحقتها لهم ولأسرهم.

ما نستفيده من هجرة المسلمين هذه، ومن تضحياتهم بكل شيء في سبيل الحفاظ على دينهم وعقيدتهم, هو أن المسلم المؤمن يجب أن يكون حاضراً ومستعداً للتضحية بكل ما يملك من متاع الحياة وزخرفها ومصالحها وآمالها وشهواتها من أجل الحفاظ على دينه وعقيدته وإسلامه ووطنه وأرضه وأهله وشعبه. تماماً كما ضحى صهيب الرومي عندما أراد الهجرة إلى المدينة. فقد ذكر المؤرخون أن صهيباً لما اتخذ هذا القرار حاولت قريش منعه عن ذلك. وقالت له :"أتيتنا صعلوكاً لا مال لك فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت ثم تريد أن تهاجر بمالك ونفسك؟! .. والله لا يكون ذلك أبداً ". فقال لهم صهيب :"أرايتم إن تركت لكم مالي أتخلون سبيلي؟". قالوا :"نعم"، فقال لهم :" هو لكم".

فترك لهم صهيب ماله وهاجر إلى المدينة، ليواجه مستقبلا كان يعرف جيداً أنه مليء بالأحداث الجسام والأخطار والتحديات الصعبة والتضحيات الكبيرة, وكل ذلك في سبيل دينه وهدفه ورسالته.

الدين والعقيدة والقضايا والأهداف الإلهية أغلى من كل شيء، أغلى من المال والملك والجاه والسلطة, وكل شيء في هذه الدنيا لا قيمة له إذا كان دين الإنسان مهدداً بالخطر والزوال, وإذا كانت قيمه وأخلاقه وقناعاته وحريته وكرامته ووجوده مهدداً بالسقوط.

على الإنسان المؤمن أن يتحمل مسؤوليته تجاه كل التحديات التي تواجهها الأمة والمنطقة, ولا يجوز أن يتنصل أحد من مسؤولياته ويقول: ما لنا وللأحداث التي تجري في فلسطين أو في سوريا أو في بقية دول المنطقة؟! وأن علينا أن ننأى بأنفسنا عنها؟!!

 اليوم هناك تحديات كبيرة وأساسية في المنطقة وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته فيها:

التحدي الاول: الخطر الإسرائيل الذي بدأ يأخذ أشكالا مختلفة, بدءاً من تهويد القدس وموضوع الإستيطان الذي يزداد توسعاً يوماً بعد يوم, وصولا إلى محاولة منع الآذان واستمرار الممارسات الإسرائيلية الإرهابية بحق الأطفال والنساء والأسرى في فلسطين, حيث إن كل ذلك يحصل في ظل عدم اكتراث ولا مبالاة عربية وتواطوء دولي مزمن.

التحدي الثاني: هو الإرهاب التكفيري الذي أوجدته الولايات المتحدة وحلفائها كالسعودية وتركيا وغيرها, ليكون في مواجهة سوريا وإيران والمقاومة. وقدمت له كل أشكال الدعم العسكري والمادي والسياسي والإعلامي, من أجل تحقيق أهدافه في سياق المشروع الأمريكي الإسرائيلي.

الولايات المتحدة الأمريكية نعم استخدمت هذه الجماعات الإرهابية ولا تزال, من أجل إسقاط  بعض الدول  والأنظمة, وتفتيت الشعوب, والسيطرة على مقدرات المنطقة.. وكل ذلك خدمة لإسرائيل، لكن محور المقاومة لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التحديات، لقد تحمل مسؤوليته وواجه بكل عزم وقوة ووعي وبصيرة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الخليجي في سوريا وفي العراق, ولجم هذا المشروع وأجهضه في لبنان عندما منع عبر الجيش والمقاومة هذه الجماعات من التمدد إلى لبنان واستباحة قراه وبلداته لا سيما على الحدود الشرقية مع سوريا.

واليوم هذا المحور يحقق المزيد من الإنجازات في مواجهة هذا المشروع في الموصل وفي حلب وفي غيرهما.

ففي الموصل يتقدم الجيش والحشد الشعبي وباتت الموصل مطوقة بالكامل, وكل خطوط الإمداد مع سوريا باتت شبه مقطوعة, وليس هناك من خيار أمام داعش في هذه المنطقة سوى الاستسلام أو الموت, وبذلك الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي يكتبون الآن الحروف النهائية لهزيمة داعش في العراق ويؤسسون لهزيمته في كل المنطقة. 

أما في حلب فالإنجاز العسكري النوعي في شرق حلب يشكل خطوة نوعية باتجاه التحرير الكامل للمدينة, حيث يتوقع أن يتسارع هذا المسار في الأيام المقبلة, خصوصاً في ظل الإنهيار المعنوي الكبير للمجموعات الإرهابية المسلحة, وتزايد الإنقسامات والخلافات بينها, والتصدع الواسع في صفوفها, والإنفضاض الشعبي من حولها.

هذه الانجازات الكبيرة انما تحققت بفضل الخطة الإستراتيجية التي اعتمدت من قبل الجيش السوري وحلفائه, وبفضل بطولة وصمود وثبات وتضحيات مجاهدينا الذين تصدوا بكل شجاعة لأعنف وأشرس الهجمات التي كان يقوم بها المسلحون الارهابيون لفك الحصار عن حلب او لقلب المعادلة فيها, ولو نجحت هذه العصابات هجماتها لكنا أصبحنا اليوم في مكان آخر وفي واقع مختلف .

اليوم خسارة المسلحين في حلب وفي الموصل هي خسارة لكل الدول والأنظمة التي رعت ومولت ودعمت هذه الجماعات, هي خسارة لأمريكا واسرائيل والسعودية وتركيا وكل هذا المحور, ونكسة لمشروعهم في المنطقة, وهذه الخسارة ستتراكم مع كل تقدم ميداني وأمام كل انجاز وانتصار يحققه مجاهدونا الى أن يكتب الله على أيديهم الهزيمة الكاملة لهذا المشروع إن شاء الله.

 

                                                                 والحمد لله رب العالمين